هذا نص تاريخي من كتاب عرب الصحراء للمؤرخ والوكيل السياسي البريطاني
هارولد ديكسون يقتبس فيه حديث البريطاني (ج.ج. كامبل) والذي ينقل عن المصادر الفارسية
مقتل ولي عهد الدولة الفارسية محمد خان الزند (ابن حاكم الدولة الفارسية) في معركة
أبي حلانة أمام قوات مملكة المنتفق. وكانت هزيمة القوات الفارسية بمعركة أبي حلانة
هي أكبر خسارة للفرس أمام العرب في العراق في القرون المتأخرة حيث تم ابادة الجيش الفارسي
بأكمله (أكثر من خمسة عشر ألف مقاتل) بالإضافة الى مقتل ولي عهد الدولة الفارسية
وعدد من أقاربه من الأسرة الزندية.
قاد قوات مملكة المنتفق في هذه المعركة الأمير الشريف ثويني
بن عبدالله آل شبيب (أشتهرت الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق لاحقا بـ آل سعدون نسبة
لعمه الأمير الشريف سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب) والأمير الشريف ثامر بن سعدون آل
شبيب (أشتهرت الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق لاحقا بـ آل سعدون نسبة لوالده).وبعد
المعركة قام حكام مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله والأمير الشريف ثامر
بن سعدون بتوزيع جواهر الفرس على الشعراء العرب في أرض المعركة.
وقعت معركة أبي حلانة في أحد فترات العصر الذهبي لمملكة المنتفق.
حيث اتسعت مملكة المنتفق في عصرها الذهبي حتى شملت أكثر من نصف مساحة العراق. وتعتبر
الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون (الأشراف) من الأسر العربية القليلة
التي أستطاعت (تاريخيا) أن تجمع بين المشيخة القبلية وبين حكم الدولة في نفس الوقت.
يتحدث عن مملكة المنتفق المؤرخ العثماني (المعاصر لها) محمد رشيد بن داود السعدي (البغدادي)
ويصف اتساع الدولة في عصرها الذهبي .. ويوضح في كتابه بأن أسرة السعدون (الأشراف) هي
أبرز أسرة حاكمة ظهرت في العراق بعد العباسيين وأنها قد جمعت بين حكم الدولة في مملكة
المنتفق ومشيخة المشايخ في اتحاد المنتفق القبلي بنفس الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.