المؤرخ العثماني نظمى زاده مرتضي افندي (المعاصر للأحداث) يذكر
في كتابه الحملات العسكرية العثمانية الكبيرة والمتتابعة على مملكة المنتفق في الفترة
(1102هـ – 1103هـ / 1691م – 1692م) والتي كانت تهدف الى إستعادة مدينة البصرة (أحد
أكبر المدن العربية في تلك الحقبة) من حاكم مملكة المنتفق الذي أتخذ المدينة عاصمة
لدولته. ولم تتمكن أي من هذه الحملات من هزيمة حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع
آل شبيب (أشتهرت الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق لاحقا بـ آل سعدون نسبة لحفيده الأمير
الشريف سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب). ويذكر نظمي زاده أن فشل هذه الحملات العثمانية
تسبب في إصابة والي بغداد (أحمد باشا) بمختلف الأمراض حتى وفاته رحمه الله متأثرا.
وكانت هذه الأحداث التاريخية في أحد فترات العصر الذهبي لمملكة
المنتفق. حيث اتسعت مملكة المنتفق في عصرها الذهبي حتى شملت أكثر من نصف مساحة العراق.
وتعتبر الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون (الأشراف) من الأسر العربية القليلة
التي أستطاعت (تاريخيا) أن تجمع بين المشيخة القبلية وبين حكم الدولة في نفس الوقت.
يتحدث عن مملكة المنتفق المؤرخ العثماني (المعاصر لها) محمد رشيد بن داود السعدي (البغدادي)
ويصف اتساع الدولة في عصرها الذهبي .. ويوضح في كتابه بأن أسرة السعدون (الأشراف) هي
أبرز أسرة حاكمة ظهرت في العراق بعد العباسيين وأنها قد جمعت بين حكم الدولة في مملكة
المنتفق ومشيخة المشايخ في اتحاد المنتفق القبلي بنفس الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.