المؤرخ والرحالة والدبلوماسي الألماني البارون ماكس فرايهير
فون أوبنهايم (ولد سنة 1860م). يذكر أوبنهايم في كتابه العائدات الضخمة للجمارك النهرية
وذلك عند حديثه عن الإقتصاد في مملكة المنتفق، ويشير الى سيطرة الأسرة الحاكمة في مملكة
المنتفق أسرة السعدون (الأشراف) تاريخيا على كامل الحركة الملاحية التجارية (النهرية)
المتجهة إلى مدينة البصرة (ميناء العراق الوحيد) أو الخارجة منها، وذلك بإمتلاكها للنقاط
الجمركية على أنهار الفرات ودجلة. ويذكر أوبنهايم أيضا مواقع النقاط الجمركية لمملكة
المنتفق في القرنين الثامن عشر الميلادي والتاسع عشر الميلادي، حيث كانت توجد نقطتين
جمركية لمملكة المنتفق على نهر الفرات في القرن الثامن عشر (أحدها تابعة لـ آل صالح
من الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق). ثم بعد ذلك تم توحيد جمارك الفرات في نقطة جمركية
واحده (في القرن التاسع عشر) قرب عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ، أما النقطة
الجمركية على نهر دجلة فقد كان مركزها في ناحية زكية.
وتعتبر الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون
(الأشراف) من الأسر العربية القليلة التي أستطاعت (تاريخيا) أن تجمع بين المشيخة القبلية
وبين حكم الدولة في نفس الوقت. يتحدث عن مملكة المنتفق المؤرخ العثماني (المعاصر لها)
محمد رشيد بن داود السعدي (البغدادي) ويصف اتساع الدولة في عصرها الذهبي .. ويوضح في
كتابه بأن أسرة السعدون (الأشراف) هي أبرز أسرة حاكمة ظهرت في العراق بعد العباسيين
وأنها قد جمعت بين حكم الدولة في مملكة المنتفق ومشيخة المشايخ في اتحاد المنتفق القبلي
بنفس الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.