زار الرحالة أبراهام بارسونز (عام 1774م – 1188هـ)
المعسكر الحربي الضخم لحاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف عبدالله بن محمد بن مانع
آل شبيب (أشتهرت الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق لاحقا بـ آل سعدون نسبة لأخوه
الأمير الشريف سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب). وهذا المعسكر كان يقع على نهر
الفرات في المنطقة الواقعة بين القرنة والعرجة. ونقل بارسونز وصفا جميلا للمعسكر
وحجمه ومحتوياته حيث أشار للآتي:
1- يضم المعسكر ثمانين ألف نسمة.
2- يحتوي المعسكر على عدد لا حصر له من المواشي.
3- يحتوي المعسكر على ثمانية آلاف خيمة.
4- يضم المعسكر عشرين ألف عائلة.
5- خيمة حاكم مملكة المنتفق طولها 200 قدم وعرضها 70
قدم.
6- تشكل الممرات الواقعة بين الخيام في المعسكر شوارع
منتظمه يبلغ عرضها مابين 80 و 90 قدم وأكبر الخيام في المعسكر هي الواقعة على
النهر.
7- تلتقي الخيام في مركز المعسكر بمباني لم يذكر عددها
أو يصفها الرحالة بارسونز ولكن من تسميته لها بمركز المدينة يمكن استنتاج كثرتها.
8- يمتد المعسكر لثلاثة أميال على ضفة نهر الفرات
ولمسافة أكبر باتجاه الصحراء.
وأيضا وصف بارسونز حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف
عبدالله بن محمد بأنه أقوى أمير عربي على نهر الفرات وعلى الخليج العربي. وقد كانت
مملكة المنتفق تطل على الخليج العربي في المنطقة الواقعة ما بين مصب شط العرب
وبلدة الكويت (التابعة لدولة بني خالد في تلك الفترة).
كما وصف بارسونز النعام المروض الخاص بحاكم مملكة
المنتفق والذي شاهده في المعسكر. حيث ذكر بأن النعام عبارة عن عشرين نعامه ذات
ياقات صوفية حمراء وأجراس نحاسية صغيرة حول أعناقها، وأنها تقترب من كل شخص يقدم
لها الخبز ولكنها تعاقب كل من يحاول ضرب أعناقها.
وكانت زيارة بارسونز
للمعسكر قد تمت في فترة تاريخية تمثل أحد فترات العصر الذهبي لمملكة المنتفق. حيث
اتسعت مملكة المنتفق في عصرها الذهبي حتى شملت
أكثر من نصف مساحة العراق. وتعتبر الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون
(الأشراف) من الأسر العربية القليلة التي أستطاعت (تاريخيا) أن تجمع بين المشيخة
القبلية وبين حكم الدولة في نفس الوقت. يتحدث عن مملكة المنتفق المؤرخ العثماني
(المعاصر لها) محمد رشيد بن داود السعدي (البغدادي) ويصف اتساع الدولة في عصرها
الذهبي .. ويوضح في كتابه بأن أسرة السعدون (الأشراف) هي أبرز أسرة حاكمة ظهرت في
العراق بعد العباسيين وأنها قد جمعت بين حكم الدولة في مملكة المنتفق ومشيخة
المشايخ في اتحاد المنتفق القبلي بنفس الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.