أرسل الفرس سنة 1777م حملة عسكرية لإحتلال أراضي مملكة
المنتفق وكانت الحملة تضم أكثر من عشرة آلاف مقاتل وتم تزويدها بالمدافع .. وواجهت
قوات مملكة المنتفق هذا الجيش الفارسي في منطقة الفضلية وأستطاعت أن تبيده بشكل شبه
كامل في معركة عرفت بمعركة الفضلية، ولم ينجو من الجيش الفارسي سوى قائد الجيش وبعض
خاصته الذين هربوا لمدينة البصرة بعد الأنهيار الكبير لقواتهم. وقد كانت خطة قائد الجيش
الفارسي محمد علي خان تتلخص بوضع نهر الفرات خلف جنوده ليتجنب هجوم قوات الخيالة في
جيش مملكة المنتفق على الجيش الفارسي من الخلف كون فرسان العرب بشكل عام كانوا يجيدون
الالتفاف على العدو وقطع خط الرجعة عليه، الا انه بعد الهزيمة لم يجد الجنود الفرس
الذين نجوا من ساحة المعركة الا النهر للهروب ومحاولة اجتيازه وقد لحق بهم فرسان المنتفق
وقتلوا معظم من حاول الهرب على ضفته. قاد قوات
مملكة المنتفق في هذه المعركة الأمير الشريف ثويني بن عبدالله آل شبيب (أشتهرت الأسرة
الحاكمة في مملكة المنتفق لاحقا بـ آل سعدون نسبة لعمه الأمير الشريف سعدون بن محمد
بن مانع آل شبيب) والأمير الشريف ثامر بن سعدون آل شبيب (أشتهرت الأسرة الحاكمة في
مملكة المنتفق لاحقا بـ آل سعدون نسبة لوالده).
وكان الفرس قد طمعوا في أراضي مملكة المنتفق وذلك بعد احتلال
الفرس لمدينة البصرة وانتزاعها من الدولة العثمانية .. ووجهوا هذه الحملة العسكرية
لإحتلال أراضي مملكة المنتفق.
وقعت معركة الفضلية في أحد فترات العصر الذهبي لمملكة المنتفق.
حيث اتسعت مملكة المنتفق في عصرها الذهبي حتى شملت أكثر من نصف مساحة العراق. وتعتبر
الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون (الأشراف) من الأسر العربية القليلة
التي أستطاعت (تاريخيا) أن تجمع بين المشيخة القبلية وبين حكم الدولة في نفس الوقت.
يتحدث عن مملكة المنتفق المؤرخ العثماني (المعاصر لها) محمد رشيد بن داود السعدي (البغدادي)
ويصف اتساع الدولة في عصرها الذهبي .. ويوضح في كتابه بأن أسرة السعدون (الأشراف) هي
أبرز أسرة حاكمة ظهرت في العراق بعد العباسيين وأنها قد جمعت بين حكم الدولة في مملكة
المنتفق ومشيخة المشايخ في اتحاد المنتفق القبلي بنفس الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.