فكتور فونطانيي قام برحلة لمنطقة الخليج سنة 1834م ثم أصبح القنصل
الفرنسي في البصرة سنة 1838م. فكتور في كتابه يصف حاكم مملكة المنتفق بـ أمير شيوخ
العرب في العراق. وذلك أثناء حديثه عن أحد الأحداث التاريخية المتعلقة بالبصرة وبأسرة
آل الزهير وأسرة آل ثاقب.
والأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون
(الأشراف) هي صاحبة النفوذ القبلي الأكبر في العراق فـ آل سعدون هم شيوخ مشايخ اتحاد
المنتفق وهو أكبر تحالف للقبائل والعشائر شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشايخ فعلي. وهذا الاتحاد القبلي شكل
جزءا هاما من مملكة المنتفق ومعظم الثقل العسكري لمملكة المنتفق (تاريخيا) يستند على
هذا التحالف وعلى قوة وشجاعة عشائره وقبائله. وتصف الجاسوسة البريطانية جيرترود بيل
(التي جاءت إلى العراق في الحرب العالمية الأولى) ضخامة اتحاد المنتفق القبلي وتقدر
عدد القبائل والعشائر المتنوعة الأصول في هذا الاتحاد القبلي بحوالي خمسين قبيلة وعشيرة.
والفترة التي أصبح فيها فكتور فونطانيي القنصل الفرنسي في البصرة
هي أحد فترات العصر الذهبي لمملكة المنتفق. حيث اتسعت مملكة المنتفق في عصرها الذهبي
حتى شملت أكثر من نصف مساحة العراق. وتعتبر الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون
(الأشراف) من الأسر العربية القليلة التي أستطاعت (تاريخيا) أن تجمع بين المشيخة القبلية
وبين حكم الدولة في نفس الوقت. يتحدث عن مملكة المنتفق المؤرخ العثماني (المعاصر لها)
محمد رشيد بن داود السعدي (البغدادي) ويصف اتساع الدولة في عصرها الذهبي .. ويوضح في
كتابه بأن أسرة السعدون (الأشراف) هي أبرز أسرة حاكمة ظهرت في العراق بعد العباسيين
وأنها قد جمعت بين حكم الدولة في مملكة المنتفق ومشيخة المشايخ في اتحاد المنتفق القبلي
بنفس الوقت.
توضيح: أسرة السعدون من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي
الله عنهما) وليسوا من ذرية أخيه الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.