الثلاثاء، 14 فبراير 2017

جيش الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون (الأشراف) سنة 1708م – 1120هـ .. هو أكبر جيش واجه العثمانيين في العراق والجزيرة العربية تاريخيا.

مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي يذكر في كتابه ضخامة جيش مملكة المنتفق الذي واجه الجيش العثماني سنة 1708م. كان ذلك في عهد حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مغامس بن مانع آل شبيب (أشتهرت الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق لاحقا بـ آل سعدون نسبة لإبن أخيه الأمير الشريف سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب). وقد حشد هذا الحاكم العربي أكثر من مائة ألف مقاتل للدفاع عن عاصمة مملكة المنتفق مدينة البصرة (أحد أكبر المدن العربية في تلك الفترة). وأنتهت المعركة لصالح العثمانيين نتيجة تفوق سلاح المدفعية  لديهم، وقتل بالمعركة عشرة آلاف من العرب، وعادت بعدها مدينة البصرة للدولة العثمانية.



وقتل في هذه المعركة أحد أعظم فرسان العرب في عصره الشيخ تركي بن صبيخه الأجودي (شيخ مشايخ ثلث الأجود ضمن اتحاد المنتفق القبلي) والذي كان يلازم حاكم مملكة المنتفق ويقاتل على رأس الجيش بجانب حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مغامس بن مانع، وكان مقتله في اليوم الأخير من المعركة التي أستمرت لأكثر من أسبوع، حيث أصابته قذيفة مدفع عثماني وأطاحت به من فرسه وسقط أمام حاكم مملكة المنتفق. وأنهارت معنويات جيش مملكة المنتفق بمقتله، وبدأت القوات بالإنسحاب من ميدان المعركة، وأنتصرت الدولة العثمانية، وأمر والي بغداد بجوائز نقدية من الذهب والفضة لكل جندي عثماني  يأتيه بقلب أو رأس أحد المقاتلين العرب.

وقعت هذه المعركة في أحد فترات العصر الذهبي لمملكة المنتفق. حيث اتسعت مملكة المنتفق في عصرها الذهبي حتى شملت أكثر من نصف مساحة العراق. وتعتبر الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق أسرة السعدون (الأشراف) من الأسر العربية القليلة التي أستطاعت (تاريخيا) أن تجمع بين المشيخة القبلية وبين حكم الدولة في نفس الوقت. يتحدث عن مملكة المنتفق المؤرخ العثماني (المعاصر لها) محمد رشيد بن داود السعدي (البغدادي) ويصف اتساع الدولة في عصرها الذهبي .. ويوضح في كتابه بأن أسرة السعدون (الأشراف) هي أبرز أسرة حاكمة ظهرت في العراق بعد العباسيين وأنها قد جمعت بين حكم الدولة في مملكة المنتفق ومشيخة المشايخ في اتحاد المنتفق القبلي بنفس الوقت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.